رسالة دكتوراة للباحثة إيمان الشيشينى عن دور “لي كوان يو” فى النهوض بسنغافورة

كتبت ـ وسام لطفى
حصلت الباحثة ايمان على محمد الشيشيني على درجة الدكتوراة بمرتبة الشرف الأولى عن الرسالة المقدمة بعنوان ( لي كوان يو ودوره في السياسة وتجربة التنمية والتحديث في سنغافورة (1959- 2011)..
تكونت لجنة الإشراف والمناقشة من لأُستاذِ الدُّكتور جمال معوض شقرة , أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية جامعة عين شمس والمحاضر بالاكاديمية العسكرية العليا والخاصل على جائزة الدولة التقديرية وكذا جائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية والمكرمُ من جامعات مصريةٍ وعربية واوروبيةِ ..والأُستاذَةِ الدُّكتورَةِ فايزة محمد حسن ملوك، استاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الاداب جامعة دمنهور ورئيس قسم التاريخ والاثار المصرية والاسلامية.
وأوصت اللجنة بطبع الرسالة وتبادلها بين الجامعات ،
وأكدت الباحثة أن المدقق فى تاريخ الدول والشعوب ، يدرك ازدحام التاريخ برجال متفردين ، رجال ليسوا ككل الرجال ، احتفت بهم كتب التاريخ ، فكتبت تاريخهم بمداد من ذهب ، وإزدانت سطوره وصفحاته بأعمالهم , وبطولاتهم , وإبداعاتهم
وأضاف: قد يكون هؤلاء رجال سياسة أو مفكرين أو قادة عسكريين أو أئمة إصلاح ، وفلاسفة أو رواد مال ، وأعمال.. موضحة أن “لي كوان يو” رئيس وزراء سنغافورة ينتمى إلى هذه النوعية من رجال الدولة الذين تركوا بصماتهم واضحة في مسيرة تطور بلادهم , وكتبوا تاريخهم بمداد من ذهب , حيث ينعقد إجماع المراقبين وشهود العصر من سنغافورة، ومن المفكرين الذين تناولوا تاريخ النمور الآسيوية في كافة أنحاء العالم على أنه صاحب تجربة عظيمة نقلت بلاده من التخلف إلى الحداثة، ولاتزال هذه التجربة تدرس في الجامعات المختلفة ,وتحتذي بها بعض الدول النامية .
مجموعة متنوعة من المصادر العلمية والمعرفية
اعتمدت الباحثة في إعداد الرسالة على مجموعة متنوعة من المصادر العلمية والمعرفية، في مقدمتها الوثائق الأرشيفية , التقارير الرسمية , والدوريات المترجمة إلى العربية, والبحوث والمؤلفات المنشورة , بالإضافة إلى المؤلفات باللغة العربية والأجنبية , واستفادت الباحثة من مذكرات لي كوان يو التي نشرت في مجلدين
وقسمت الباحثة الدراسة إلى مقدمة، وتمهيد، وسبعة فصول، وخاتمة تضمنت أهم النتائج والتوصيات التى توصلت إليها .
توصيات الباحثة:
ولمَّا كانتِ الباحثةُ تؤمنُ بأنَّ علمَ التَّاريخِ ليسَ علمًا ماضويًّا يبحَثُ في الوقائعِ والأحداثِ الَّتي وقعت في الماضي، وإنَّما هو علمٌ يستشرفُ المستقبلَ ويؤثِّرُ بالنَّتائجِ الَّتي تتوصَّلُ إليها الدِّراساتُ في صناعةِ المستقبلِ. لذلك حرصتِ الباحثةُ على تذييلِ رسالتِها بمجموعةٍ من التوصيات ليستفيدَ منها صُنَّاعُ القرارِ في دولِ العالمِ الثَّالثِ في مقدِّمتِها.
أوَّلًا: أهميَّةُ الإرادةِ السياسيَّةِ لتحقيقِ الأهدافِ الوطنيَّةِ، وتنفيذِ المشروعاتِ القوميَّةِ.
ثانيًا: استخدامُ التَّفكيرِ العلميِّ في التَّخطيطِ للمستقبلِ.
ثالثًا: الإفلاتُ من قيودِ القَولَبَةِ الأيديولوجيَّةِ، واختيارُ البِراغماتيَّةِ كوسيلةٍ لتحقيقِ التَّنميةِ الاقتصاديَّةِ المستدامةِ.
رابعًا: الاهتمامُ بالتَّعليمِ، والعملُ على تغييرِ نمطِ التَّفكيرِ باعتبارِ ذلك الرَّكيزةَ الأولى لتنفيذِ التَّحوُّلاتِ الاقتصاديَّةِ والاجتماعيَّةِ.
خامسًا:القضاءُ على الفسادِ، واستخدامُ القانونِ، واعتبارُ محاربةِ الفسادِ قضيَّةً مستمرَّةً لا تتوقَّفُ.
سادسًا: اتِّباعُ الشَّفافيَّةِ، والنَّزاهةِ، والمكاشفةِ كأحدِ أهمِّ العواملِ لنجاحِ المشاريعِ القوميَّةِ.
سابعًا:تحقيقُ الاستقرارِ السِّياسيِّ كضَرورةٍ لتشجيعِ الاستثماراتِ الأجنبيَّةِ.
ثامنًا: تطويرُ البنيةِ الأساسيَّةِ (الإسكانِ والتَّخطيطِ العمرانيِّ، وتوفيرُ المياهِ النَّظيفةِ، والاهتمامُ بالصِّحَّةِ) لتحقيقِ جودةِ الحياةِ.
أخيرا :الانسحابُ من المشهدِ السِّياسيِّ في الوقتِ المناسبِ، وإتاحةُ الفُرصةِ للشَّبابِ للاستمرارِ في تحقيقِ المشروعاتِ القوميَّةِ وصناعةِ التَّاريخِ، ولا يُوجَدُ ما يمنعُ من تقديمِ المشورةِ والنَّصائحِ.




